ما الإعاقة ؟

رغم المجهودات الجبارة التي يبذلها المفكرون و المشتغلون بمجال الإعاقة على مستوى العالم لوضع تعريف بسيط و شامل لمعنى "الإعاقة" ، إلا انه مازال يكتنفه الغموض بقدر كبير، وتظهر هذه الحيرة بشكل جلي في المسمى المعتمد رسميا للإشارة لفئات محددة من المجتمع و التي يتم تصنيفها ضمن "الإعاقة"، فقد تم إعتماد 'المعاقين' ثم 'ذوي الاحتياجات الخاصة' ثــم اخيرا 'اشخاص في وضعية اعاقة".

وكما نلاحظ فإن هذا المسمى الاخير ينزع الإعاقة من الفرد و ينسبها للبيئة التي يعيش فيها، فهو شخص ككل الاشخاص في المجتمع ولكن ما يميزه هو انه موجود مرغما في وضعية إعاقة بسبب اخطاء و تجاوزات ارتكبتها الدولة في حقه، فمثلا اخطاء معمارية، تشريعية، إدارية، إعلامية، تربوية.. تسبب لنا هذه المشاكل ظهور فئات في وضعية إعاقة.

والغريب المحزن اننا مازلنا نسمع في بلادنا من بعض المنظرين يبحثون عن الإعاقة في اجسامنا و في ملفاتنا الطبية، يعتمدون على الملاحظة المجردة في تحديد من هو "معاق" ممن دون ذلك، فمثلا يعتبرون شخصا مبتور الساقين معاقا لانهم يلاحظون ذلك، في حين لا يعتبرون المصاب بمرض الفشل الكلوي معاقا لان مرضه مخفي عن اعينهم.

كخلاصة نقول ان الاعاقة تكمن في البيئة التي يعيش فيها الفرد وليس في اجسامنا، جسدي ملكٌ لي اعالجه عند الطبيب وليس من حق احد استباحته بالحديث عنه، عالجوا الاعاقة في الطرقات و الادارات و المؤسسات المختلفة، وفي القوانين و التشريعات، وفي الاعلام و التمثلات الاجتماعية السلبية، كفى من النظر لجسدي وانظروا للبيئة المليئة بالمعيقات.

"تكمن الاعاقة في البيئة التي يعيش فيها الفرد وليس في اجسامنا"

التعليقات

  • "تكمن الاعاقة في البيئة التي يعيش فيها الفرد وليس في اجسامنا"

  • صراحة هناك مشاكل عديدة يجدها البعض مع مفهوم الإعاقة من المنظور الحقوقي بل يذهب العديد إلى التركيز على الجسد والصحة بدل الوضعية مما يسقط صاحبها في مقاربة احسانية وطبية محضة ..

    نحتاج إلى ثورة مفاهمية من جديد خاصة في البحث العلمي والجامعة😀

    التحدي✌️

  • سلام إبراهيم

    سعداء بتواجدك معنا

    نحتاج فعلا إلى مثل هذه التدوينات المتميزة لإذكاء الوعي بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة

  • كم من معاق مات و نحن لازلنا مع تعريف المعاق أنواع الإعاقة و درجتها معروفة اعطوا الناس حقهم قبل أن يموتوا